السّنةُ الماضية
تقول:ُ ها أنا بعضُ يومٍ في عمقٍ سحيق،
انطفأتْ الشّموعُ
من جرّاءِ هرولةِ السّيقان
نحو ثغرةٍ في ترابٍ تليد،
لن يكونَ يومُ مولدي معلنًا
حسبَ تقاريرِ منظّماتِ المتفّكّكة،
تجشّأت السّماءُ برقًا ووعودًا
بوجهِ نملةٍ تقودُ الجنودَ إلى مرقدِ أصحابِ الجنّة،
آلهةُ السّحابِ
تمرغلُ أنوفَ المطرِ في زرائبِ القَدَر
على طريقِ الحقولِ
المتخلّيةِ عن سنابلِ العقود،
تلك هي المصيبةُ
بين المسافةِ والوقتِ نهرٌ من نهارٍ جارٍ
عكسَ العظم،ِ و الهدهدُ يغرّدُ من بعيد.
أسيرُ جانبَ الضّفّةِ
أجرُّ قاربَ المحصول بحبلٍ قصير
إلى جهةٍ ذاتِ أركانٍ ثلاثةٍ
كأنّ فيها المغيبَ يشرقُ مع الفجرِ حاسرَ المشاعر
قانطًا وسطَ الظّلام
يمسكُ خيطًا وسنّارةً بلا طعم
الصّيدُ يدورُ حرًّا طليقًا تتقهقرُ أمامهُ الشّطآن،
منْ يتجاوزُ
المساماتِ إلى فهمِ همساتِ النّجوم
يشاورُ الوسواسَ في الأحلام
كالمشورةِ المعلّقةِ على جدرانِ الحوليّات
في كل ساعةٍ من هذه السّنةِ بالذّات
يسألني الحفيدٌ:
جدّي متى عيدُ موعدكَ
لأهنئ بالرّثاء
قلتُ: ابكِ أمامي
ولا تشغلْ بالَ المناديلِ الورقيّة
فهي مشغولةٌ بتجفيفِ عَرقِ الجبين
عندِ موتِ الضّمير
في أحدِ تفجيراتِ الوطن
لقد تسيّسَ الموتُ عندنا
يقبلُ بالتوسّطِ والرّشى
لم يمتْ المرءُ
بخروجِ الجثّةِ عن السّكةِ
هم أخذوها على أكتافهم
داخلَ قفصِ اللّاعودة
بلا حولٍ للعينين ولا قوةٍ للسّبّابة.
هي صافنةٌ على الآتي
اتّهموها بفقدانِ الرّوح
ثم أحاطوها – عنوةً دونَ شروط –
بالكفنِ الأبيضِ المرصّعِ بالكافور
دفنوها في لحدٍ سيّئ المزاج
ارتضوا بنفرٍ حارٍ من الكباب
قبل أن يعودوا إلى السّرادق
نسوا أن يجلبوا التّابوت
المعفّرَ بالدّموعِ والنّحيب
تعانقتِ الأعناقُ
لكلّ يهمسُ عظّمَ اللهُ لكم المصاب
هل تأكّدتم أنّها لن تعود ؟..